الجيزة مراجل
أي أن إقدام الرجل على الزواج من أكثر من إمرأة هو نوع من أنواع الرجولة ، يقال ذلك عندما يكون الرجل متزوجاً من إمرأة ولا تنجب ، فيتزوج من إمرأة أخرى فتلد له ذرية صالحة ونسلاً طيباً وتحيي بذلك اسمه الذي كاد يندثر ، فلولا زواجه لاندثر اسمه وطوي ذكره .
الخيّر أبو ثنتين وثلاثة .
أي أن الرجل الكريم هوالذي يجمع في بيته بين زوجتين أو ثلاث ، ويكون له في جمعهن فضل كثير ، وذلك لأن لكل إمرأة بيت ومتاع ، فيكون للرجل أكثر من بيت واحد ، وأيضاً لكثرة الولد والخلف ، لأنه كلما كثرت الزوجات كلما كثر الأولاد ، وهم يكونون مستقبلاً عزوة ومنعة لأبيهم ، وظهراً وسنداً له ولقبيلته .
ويحرص البدوي على تزويج أبنائه في سن مبكرة لأسباب مختلفة ، فهو يحب أن يزوجهم ويفرح بهم في حياته ، ويحب أن يقيم لهم عرساً عظيماً يُظهر فيه كرمه ، وبذله وسخاءه ، ويهتم البدويّ بتزويج إبنته قبل إبنه ويقول :
دَوِّر لبنتك قبل ما تدوّر لولدك .
دَوِّر تعني إبحث ، لأن الولد يمكن أن تزوّجه من أي مكان ، وفي أي وقت تريد ، أما بالنسبة للبنت فالوضع يختلف فلا يمكنك أن تُدلّل عليها وتقول لديّ بنت فمن يتزوجها ، والمثل يقول :
اللي بيدلِّل على بضاعته بتبور .
أي أن الذي يُكثر من عرض إبنته على الناس والتدليل عليها ، يجعلهم ينفرون منها ويبتعدون عنها .
وهناك مثل آخر يقول :
خلِّي السمن في جراره حتى تجيك أسعاره .
أي دع الأمور كما هي ، ولا تقلق وتضجر على مصير إحدى بناتك إذا تأخر زواجها ولم يخطبها ابن الحلال في سنّ مبكرة ، ولا تُدلّل عليها ، فقد يأتي وقتٌ وتتزوج فيه من رجل طيب يقدّرها ويحترمها ويوفّر لها حياةً هانئةً سعيدة ، ولا داعي للعجلة والتسرع ، فإنها وهي عندك كالسمن المخزون في جراره ، الذي لا يفسد ويبقى محافظاً على قيمته ونظافته .
وإن كان هناك مثل آخر يقول :
العِرض ما بينحمى بالسيف .
لأن الزواج ستر للمرأة وحفظ لها ، ولو فاتها قطار الزواج فلا يمكن لأبيها أن يحمي عرضها بسيفه ، فالزواج وحده هو الذي يسترها ويحمي عرضها .
وقد يزوج البدوي أبناءه بطريقة البَدَل ، فيزوج الرجل إبنته إلى عائلة أخرى ويأخذ بدلها إبنة تلك العائلة زوجة لإبنه ، وكثيراً ما تحدث مشاكل من مثل هذا الزواج فنراهم يقولون :
البَدَل قِلَّة عَدَل
أي قلة عَدْل ، فقد يتخاصم أحدهم مع إمرأته فيطردها أو يطلقها ، فيضطر الثاني الذي يعيش في وفاق مع إمرأته أن يقابله بمثل صنيعه ، وإن لم يفعل فإن الأول الذي طرد زوجته يستدعي أخته ويحجزها عنده حتى تنتهي المشكلة إما بعودة النساء إلى بيوتهن وإما بطلاقهن ، وقد تلاشت هذه العادة حتى كادت تنتهي .
وزواج ذوي القربى منتشرٌ عند البدو بشكل ملحوظ ، فنرى الشاب ينتظر إبنة عمه حتى تكبر فيتزوجها ، وهو لا يسمح لرجل غريب بزواجها ، خاصةً إذا كان هو بحاجة لها ، أما إذا لم يكن بحاجة لها فهو عادةً لا يتدخل ، ويقولون في ذلك :
النُّوَّارَة ما بتطلع من الحارة
النوارة : أي الزهرة الجميلة ، أي أن الفتاة الجميلة لا تتزوج غريبة لأن أبناء عمها أو أقاربها لا يتركونها لغيرهم ، بل يتزوجها أحدهم .
وإذا أبدى أحدهم إمتعاضه وعدم رغبته في الزواج منها فانهم يحاولون إقناعه بقولهم له :
اللي بيستحي من بنت عمه ما بيجيب منها ضعوف
ضعوف تعني أولاد واحدها ضعيف ، وهي تُستعمل غالباً بصيغة الجمع . وأحياناً عندما يخطب الفتاة رجل ليس من أبناء قبيلتها ، فإن ابن عمها أو قريبها " يتبدَّى بها " أي يكون له حق الأولوية في الزواج منها .
وإذا أبدى الخاطب إعتراضه على ذلك فإنهم يحسمون الموضوع بقولهم له :
ولد العم بينَزِّل العروس من القْطَار
القطار بتسكين القاف تعني الجمل الذي يحمل هودج العروس ، ومعنى المثل أن ابن العم يستطيع أن يوقف قطار العرس الذي يحمل إبنة عمة وينزلها عنه إذا رغب في ذلك ، ويقولون أيضاً :
وَلَد عمها قَطَّاع رقبتها
أي أنه ابن عمها ، ولا تستطيع أن تخرج عن أمره وطوعه ، ومثلما يحق له أن يقتلها لو قامت بعملٍ مشين لا سمح الله ، فكذلك يحق له الآن وحسب العادات والتقاليد المتوارثة أن يمنع زواجها من رجل غريب لأنه أحق بها منه .
وهناك مثل تقوله النساء للحثّ على زواج الأقارب بعضهم من بعض يقول :
خُذ من طينة بلادك وحُطّ على خدادك
وهذا المثل تقوله النساء لحثّ الرجل على الزواج من أقاربه ، أو من إمرأة من بلده قريبة من مكان سكناه حيث يعرفها ويعرف أهلها ويعرف عاداتهم وتقاليدهم وتكون المرأة بذلك من طبقته ، ولا يكون تناقض بينهما وهذا المثل تقوله النساء ونادراً ما يُسمع من الرجال .
والبدوي يحب نسيبه " زوج ابنته " ويقدّره ويُكنّ له كل إحترام ويرحب به ويقول :
كُون نسيب ولا تكون قريب .
فالنسيب " الصهر " حتى لو لم يكن من القبيلة ، فهو قريب منهم بسبب مصاهرته لهم واندماجه في العائلة ، وهو بمثابة الولد إذا كان يحترمهم ويحترم إبنتهم ، ويقولون أيضاً :
النبي فرش عباته لنسيبه .
والحكاية تقول : ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاءه يوماً علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو ابن عمه وزوج ابنته فاطمة الزهراء ، وعندما لم يجد النبي ما يفرش له ، فرش له عباءته ليجلس عليها .
ونراهم يقولون :
نسيبك من نصيبك .
أي أن نسيبك " زوج إبنتك " إذا كان رجلاً طيباً يقوم بواجب ابنتك ، ويحترمها فهو - من حظك - لأنه لا يجلب أية مشاكل لا لك ولا لإبنتك .
وهناك أمثال متفرقة في هذا الباب نذكر منها :
اللي بيتجوّز ببلاش بيطلّق ببلاش
يتجوّز تعني يتزوّج ، ومعنى المثل : إن الذي لايتعب في الحصول على الشيء ، بل يحصل عليه بسهولة ، ولا يتعب في دفع ثمنه ، فهو عادةً لا يشعر بقيمته ولا يحرص عليه بل يفرط فيه بسهولة ، لأنه في نظره كـ " مال جابته الرياح وأخذته الزوابع " ، وكذلك الرجل الذي يتزوج بمهر قليل ، أو بعض الشباب الذين يتزوجون بطريقة البدل فهم لا يشعرون بقيمة الزوجة لسهولة الحصول عليها ، ونتيجة لذلك تحدث المشاكل العائلية ، ولأجل ذلك كله يحرص الأهل على كتابة مهر مؤجل عال نسبياً في وثيقة عقد الزواج حتى يرتدع بعض الأزواج الطائشين إذا فكّروا بطرد زوجاتهم أو طلاقهن .
اللي ما بيطلع لأبوه بندوق
بندوق تعني لقيط ، إبن حرام ، أي أن الولد الذي لا يحمل بعض صفات أبيه إن كان في الشكل والهيئة أو في التصرفات والأخلاق فقد يكون بندوق ( أي إبن حرام ) ، وذلك لأن الرجل إذا رأى بعض صفاته تتجلى في إبنه فإنه يشعر بالغبطة والرضى ، وهناك مثل يقول :
من شبّى من حصان ركب عليه .
يقال شبّى وشبّ على بمعنى علا على ، وكما يأتي العرب بحصان عربيّ أصيل ليشبّ على فرس فتلد مُهراً يشبه أباه الحصان العربي الأصيل من أصالة وعراقة ، فكذلك المرأة فإنها تلد أبناءً يشبهون أباهم في صفاته وتصرفاته المختلفة ولا تُلزم هذه الأمثال أن يكون الولد شبيهاً بأبيه تماماً فقد يشبه أحد أخواله في بعض الأحيان وعندها يقولون :
ثلثين الولد للخال
ويضرب هذا المثل عندما يكون الخال رجلاً طيباً أو قوياً بارز الشخصية وتظهر هذه الصفات في تصرفات وأخلاق ابن أخته ، أو عندما يكون العكس من ذلك ، وكأن مجتمعنا يعود باللائمة على من يتسرع في زواجه ولا ينتقي زوجة من عائلة عريقة محافظة حميدة الأخلاق لأن أولادها في المستقبل سيشبهون أخوالهم إلى حد ما ، وأحياناً يكون الإبن لا يشبه أباه ولا خاله فيقولون عندها :
البطن مقثاة
المقثاه هي المقثأة التي يُزرع فيها بعض صنوف الخضراوات ومعنى المثل : انه كما تُخرج المقثأة العديد من أصناف الخضراوات ( وهي قطعة أرض واحدة ) فكذلك بطن المرأة ، يمكن أن يُنجب أولاداً لا يُشبه أحدهم الآخر بحيث يكون لكل واحد منهم صفاته الخاصة به ، والتي تكون عادةً مزيجاً من صفات الأب والأم وبعض الصفات المتوارثة من العائلتين .
بذاره في حِجْرِه
إذا إستعجل أحدهم وأخذ يُلحّ في طلب الزواج فإنهم يقولون عنه فلان بذاره في حجره ، أي أنه كالفلاح الذي يملأ حجره بالبذار من بذور القمح أو الشعير أو بعض الحبوب الأخرى ، ويحاول أن يبذرها ويسبق بها سقوط المطر الذي يوشك على الهطول ، وإذا تمادى في الإلحاح في طلب الزواج فإنهم يقولون عنه :
المِعْرِس خَي المجنون .
المعرس تعني الذي يطلب الزواج ، وخي تعني أخو ، ومعنى المثل : ان الذي لا يستطيع كبت شهوته ويتعذب من جراء ذلك يشبه المجنون في أفعاله وتصرفاته ، ولذلك يجب الإسراع في تزويجه لأن في شرعية الزواج ما يطفيء نار شهوته ، ويقضي على كبته ، وينهي مشكلته .
أي أن إقدام الرجل على الزواج من أكثر من إمرأة هو نوع من أنواع الرجولة ، يقال ذلك عندما يكون الرجل متزوجاً من إمرأة ولا تنجب ، فيتزوج من إمرأة أخرى فتلد له ذرية صالحة ونسلاً طيباً وتحيي بذلك اسمه الذي كاد يندثر ، فلولا زواجه لاندثر اسمه وطوي ذكره .
الخيّر أبو ثنتين وثلاثة .
أي أن الرجل الكريم هوالذي يجمع في بيته بين زوجتين أو ثلاث ، ويكون له في جمعهن فضل كثير ، وذلك لأن لكل إمرأة بيت ومتاع ، فيكون للرجل أكثر من بيت واحد ، وأيضاً لكثرة الولد والخلف ، لأنه كلما كثرت الزوجات كلما كثر الأولاد ، وهم يكونون مستقبلاً عزوة ومنعة لأبيهم ، وظهراً وسنداً له ولقبيلته .
ويحرص البدوي على تزويج أبنائه في سن مبكرة لأسباب مختلفة ، فهو يحب أن يزوجهم ويفرح بهم في حياته ، ويحب أن يقيم لهم عرساً عظيماً يُظهر فيه كرمه ، وبذله وسخاءه ، ويهتم البدويّ بتزويج إبنته قبل إبنه ويقول :
دَوِّر لبنتك قبل ما تدوّر لولدك .
دَوِّر تعني إبحث ، لأن الولد يمكن أن تزوّجه من أي مكان ، وفي أي وقت تريد ، أما بالنسبة للبنت فالوضع يختلف فلا يمكنك أن تُدلّل عليها وتقول لديّ بنت فمن يتزوجها ، والمثل يقول :
اللي بيدلِّل على بضاعته بتبور .
أي أن الذي يُكثر من عرض إبنته على الناس والتدليل عليها ، يجعلهم ينفرون منها ويبتعدون عنها .
وهناك مثل آخر يقول :
خلِّي السمن في جراره حتى تجيك أسعاره .
أي دع الأمور كما هي ، ولا تقلق وتضجر على مصير إحدى بناتك إذا تأخر زواجها ولم يخطبها ابن الحلال في سنّ مبكرة ، ولا تُدلّل عليها ، فقد يأتي وقتٌ وتتزوج فيه من رجل طيب يقدّرها ويحترمها ويوفّر لها حياةً هانئةً سعيدة ، ولا داعي للعجلة والتسرع ، فإنها وهي عندك كالسمن المخزون في جراره ، الذي لا يفسد ويبقى محافظاً على قيمته ونظافته .
وإن كان هناك مثل آخر يقول :
العِرض ما بينحمى بالسيف .
لأن الزواج ستر للمرأة وحفظ لها ، ولو فاتها قطار الزواج فلا يمكن لأبيها أن يحمي عرضها بسيفه ، فالزواج وحده هو الذي يسترها ويحمي عرضها .
وقد يزوج البدوي أبناءه بطريقة البَدَل ، فيزوج الرجل إبنته إلى عائلة أخرى ويأخذ بدلها إبنة تلك العائلة زوجة لإبنه ، وكثيراً ما تحدث مشاكل من مثل هذا الزواج فنراهم يقولون :
البَدَل قِلَّة عَدَل
أي قلة عَدْل ، فقد يتخاصم أحدهم مع إمرأته فيطردها أو يطلقها ، فيضطر الثاني الذي يعيش في وفاق مع إمرأته أن يقابله بمثل صنيعه ، وإن لم يفعل فإن الأول الذي طرد زوجته يستدعي أخته ويحجزها عنده حتى تنتهي المشكلة إما بعودة النساء إلى بيوتهن وإما بطلاقهن ، وقد تلاشت هذه العادة حتى كادت تنتهي .
وزواج ذوي القربى منتشرٌ عند البدو بشكل ملحوظ ، فنرى الشاب ينتظر إبنة عمه حتى تكبر فيتزوجها ، وهو لا يسمح لرجل غريب بزواجها ، خاصةً إذا كان هو بحاجة لها ، أما إذا لم يكن بحاجة لها فهو عادةً لا يتدخل ، ويقولون في ذلك :
النُّوَّارَة ما بتطلع من الحارة
النوارة : أي الزهرة الجميلة ، أي أن الفتاة الجميلة لا تتزوج غريبة لأن أبناء عمها أو أقاربها لا يتركونها لغيرهم ، بل يتزوجها أحدهم .
وإذا أبدى أحدهم إمتعاضه وعدم رغبته في الزواج منها فانهم يحاولون إقناعه بقولهم له :
اللي بيستحي من بنت عمه ما بيجيب منها ضعوف
ضعوف تعني أولاد واحدها ضعيف ، وهي تُستعمل غالباً بصيغة الجمع . وأحياناً عندما يخطب الفتاة رجل ليس من أبناء قبيلتها ، فإن ابن عمها أو قريبها " يتبدَّى بها " أي يكون له حق الأولوية في الزواج منها .
وإذا أبدى الخاطب إعتراضه على ذلك فإنهم يحسمون الموضوع بقولهم له :
ولد العم بينَزِّل العروس من القْطَار
القطار بتسكين القاف تعني الجمل الذي يحمل هودج العروس ، ومعنى المثل أن ابن العم يستطيع أن يوقف قطار العرس الذي يحمل إبنة عمة وينزلها عنه إذا رغب في ذلك ، ويقولون أيضاً :
وَلَد عمها قَطَّاع رقبتها
أي أنه ابن عمها ، ولا تستطيع أن تخرج عن أمره وطوعه ، ومثلما يحق له أن يقتلها لو قامت بعملٍ مشين لا سمح الله ، فكذلك يحق له الآن وحسب العادات والتقاليد المتوارثة أن يمنع زواجها من رجل غريب لأنه أحق بها منه .
وهناك مثل تقوله النساء للحثّ على زواج الأقارب بعضهم من بعض يقول :
خُذ من طينة بلادك وحُطّ على خدادك
وهذا المثل تقوله النساء لحثّ الرجل على الزواج من أقاربه ، أو من إمرأة من بلده قريبة من مكان سكناه حيث يعرفها ويعرف أهلها ويعرف عاداتهم وتقاليدهم وتكون المرأة بذلك من طبقته ، ولا يكون تناقض بينهما وهذا المثل تقوله النساء ونادراً ما يُسمع من الرجال .
والبدوي يحب نسيبه " زوج ابنته " ويقدّره ويُكنّ له كل إحترام ويرحب به ويقول :
كُون نسيب ولا تكون قريب .
فالنسيب " الصهر " حتى لو لم يكن من القبيلة ، فهو قريب منهم بسبب مصاهرته لهم واندماجه في العائلة ، وهو بمثابة الولد إذا كان يحترمهم ويحترم إبنتهم ، ويقولون أيضاً :
النبي فرش عباته لنسيبه .
والحكاية تقول : ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاءه يوماً علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو ابن عمه وزوج ابنته فاطمة الزهراء ، وعندما لم يجد النبي ما يفرش له ، فرش له عباءته ليجلس عليها .
ونراهم يقولون :
نسيبك من نصيبك .
أي أن نسيبك " زوج إبنتك " إذا كان رجلاً طيباً يقوم بواجب ابنتك ، ويحترمها فهو - من حظك - لأنه لا يجلب أية مشاكل لا لك ولا لإبنتك .
وهناك أمثال متفرقة في هذا الباب نذكر منها :
اللي بيتجوّز ببلاش بيطلّق ببلاش
يتجوّز تعني يتزوّج ، ومعنى المثل : إن الذي لايتعب في الحصول على الشيء ، بل يحصل عليه بسهولة ، ولا يتعب في دفع ثمنه ، فهو عادةً لا يشعر بقيمته ولا يحرص عليه بل يفرط فيه بسهولة ، لأنه في نظره كـ " مال جابته الرياح وأخذته الزوابع " ، وكذلك الرجل الذي يتزوج بمهر قليل ، أو بعض الشباب الذين يتزوجون بطريقة البدل فهم لا يشعرون بقيمة الزوجة لسهولة الحصول عليها ، ونتيجة لذلك تحدث المشاكل العائلية ، ولأجل ذلك كله يحرص الأهل على كتابة مهر مؤجل عال نسبياً في وثيقة عقد الزواج حتى يرتدع بعض الأزواج الطائشين إذا فكّروا بطرد زوجاتهم أو طلاقهن .
اللي ما بيطلع لأبوه بندوق
بندوق تعني لقيط ، إبن حرام ، أي أن الولد الذي لا يحمل بعض صفات أبيه إن كان في الشكل والهيئة أو في التصرفات والأخلاق فقد يكون بندوق ( أي إبن حرام ) ، وذلك لأن الرجل إذا رأى بعض صفاته تتجلى في إبنه فإنه يشعر بالغبطة والرضى ، وهناك مثل يقول :
من شبّى من حصان ركب عليه .
يقال شبّى وشبّ على بمعنى علا على ، وكما يأتي العرب بحصان عربيّ أصيل ليشبّ على فرس فتلد مُهراً يشبه أباه الحصان العربي الأصيل من أصالة وعراقة ، فكذلك المرأة فإنها تلد أبناءً يشبهون أباهم في صفاته وتصرفاته المختلفة ولا تُلزم هذه الأمثال أن يكون الولد شبيهاً بأبيه تماماً فقد يشبه أحد أخواله في بعض الأحيان وعندها يقولون :
ثلثين الولد للخال
ويضرب هذا المثل عندما يكون الخال رجلاً طيباً أو قوياً بارز الشخصية وتظهر هذه الصفات في تصرفات وأخلاق ابن أخته ، أو عندما يكون العكس من ذلك ، وكأن مجتمعنا يعود باللائمة على من يتسرع في زواجه ولا ينتقي زوجة من عائلة عريقة محافظة حميدة الأخلاق لأن أولادها في المستقبل سيشبهون أخوالهم إلى حد ما ، وأحياناً يكون الإبن لا يشبه أباه ولا خاله فيقولون عندها :
البطن مقثاة
المقثاه هي المقثأة التي يُزرع فيها بعض صنوف الخضراوات ومعنى المثل : انه كما تُخرج المقثأة العديد من أصناف الخضراوات ( وهي قطعة أرض واحدة ) فكذلك بطن المرأة ، يمكن أن يُنجب أولاداً لا يُشبه أحدهم الآخر بحيث يكون لكل واحد منهم صفاته الخاصة به ، والتي تكون عادةً مزيجاً من صفات الأب والأم وبعض الصفات المتوارثة من العائلتين .
بذاره في حِجْرِه
إذا إستعجل أحدهم وأخذ يُلحّ في طلب الزواج فإنهم يقولون عنه فلان بذاره في حجره ، أي أنه كالفلاح الذي يملأ حجره بالبذار من بذور القمح أو الشعير أو بعض الحبوب الأخرى ، ويحاول أن يبذرها ويسبق بها سقوط المطر الذي يوشك على الهطول ، وإذا تمادى في الإلحاح في طلب الزواج فإنهم يقولون عنه :
المِعْرِس خَي المجنون .
المعرس تعني الذي يطلب الزواج ، وخي تعني أخو ، ومعنى المثل : ان الذي لا يستطيع كبت شهوته ويتعذب من جراء ذلك يشبه المجنون في أفعاله وتصرفاته ، ولذلك يجب الإسراع في تزويجه لأن في شرعية الزواج ما يطفيء نار شهوته ، ويقضي على كبته ، وينهي مشكلته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق